Tuesday, September 24, 2013

مفهوم التقويم وخصائصه وأهميته في تعليم اللغة العربية (Pengertian, Karakteristik dan Pentingnya Evaluasi Pembelajaran Bahasa Arab)

يُعتبر التّقويم عملية التّصحيح والتّصويب التي تتشعب إلى عمليات فرعية مثل عملية التّقييم بمعنى التّثمين، وعملية التّشخيص بمعنى تحديد مظاهر القوة ومواطن الضعف، وعملية القياس التي هي بمعنى تكميم التّقويم، وعملية المتابعة، وعملية التّغذية الراجعة، وعملية إصدار الحكم. تستند هذه الشّمولية إلى تطور الفلسفة التّربوية التي أصبح في ضوءها التقويم يرتكز على نماذج علمية, تمثل دعاماته النّظرية التي تربط بين عناصر الفعل التعليمي التعلمي, ويعتمد على إجراءات وتقنيات حديثة في عمليات القياس وجمع البيانات وتحليلها .. فهو بذلك, وفي ضوء التربية الحديثة, متنوع الوسائل, متعدد الوظائف.
لقد حضي موضوع التقويم التربوي باهتمام الكثير من الباحثين التربويين ‏وأوردوا العديد من التعاريف: فيعرفه "بلوم" ‏BLOOM‏ "التقويم هو إصدار ‏حكم لغرض ما يتضمن استخدام معايير لتقدير مدى كفاية الأشياء ودقتها ‏وفعاليتهاويضيف "بيبي" ‏beeby‏ "إنه جمع منظم وتفسير للوقائع يؤدي إلى ‏إصدار حكم بالقيمة لاتخاذ موقف أو قرار". ويعرفه ‏Stuffibean‏ بقوله: "التقويم عبارة عن عملية تشمل على ‏تخطيط وجمع وتنظيم للمعلومات بهدف التوصل إلى عدة بدائل للقرارات مع ‏توفير وسائل التمييز فيما بينها أما عن الكاتب العربي سرحان الدمرداش فيرى أنه "تحديد ما بلغناه من ‏نجاح في تحقيق الأهداف التي نسعى إلى تحقيقها بحيث يكون عونا لنا على ‏تحديد المشكلات وتشخيص الأوضاع ومعرفة العقبات والمعوقات بقصد ‏تحسين العملية ورفع مستواها وتحقيق الأهداف.
ومن خلال هذه التعاريف ‏السابقة نستخلص أن التقويم متعدد الموضوعات ومتنوع العناصر، شامل ‏ومستمر، يشخص ويصحح وهو ليس مقتصرا فقط على التحصيل الدراسي. ‏ومن هنا فالتقويم مجموعة أحكام صادرة حول فعالية التعلم أو التعليم ‏وتحديد نقاط القوة والضعف فيه لتعديلها أو تعزيزه.
التقويم هو عمليّة تتمثل ببساطة في القياس القبلي والبعدي للأهداف العمليّة, مع استنتاج إنجاز هذه الأهداف أو عدم إنجازها، وإصدار الحكم القيمي الإيجابي أو السلبي المناسب ويمكن تعريف الاختبار اللغوي بأنه مجموعة من الأسئلة التي  يطلب من الدارسين أن يستحبوا لها بهدف قياس مستواهم في مهارة لغوية معينة وبيان مدى تقدمه فيها ومقارنته بزملائه.[1]
التقويم هو الوسيلة التي يمكن بواسطتها تحديد مدى نجاح المنهج في تحقيق ما وضع من أجله، والتقويم عملية تشخيصية علاجية وقائية، وتتضح عملية التشخيص في تحديد نواحي القوة ونواحي الضعف في أى برنامج تعليمي، ومحاولة تعرف الأسباب الكامنة وراء جانبي القوة أو الضعف.[2]
هنا أطراف عديدة في حاجة أكيدة للإختبارات والتقويم. الطالب يحتاج الإختبارات ليقيم نفسه وليعر مدى إتقانه ومدى تقدمه وأين يقع بالنسبة زملائه. المعلم أيضا يحتاج الاختبارات ليعرف مدى نجاحه في التدريس، كم من تعليمه صارا تعلم، كم من جهده أثمر، أين نجح، وأين لم ينجح. [3]
2-     أهمية التقويم في تعليم اللغة العربية
كما ذكرت Ann, H.1980 أن عمليتى التدريس والتقويم غالبا ما تكونان غير مريحتين، فعادة ما يدرب المدرسون على التدريس ولكن نادرا ما يدربون على عملية التقويم، ويجدون أنفسهم مضطرين لإجراء عملية الإختبار لكي يصنفوا التلاميذ في صفوف خلال العام الدارسي، أو لإعداد التلاميذ لامتحان عام، فالامتحانات جزء من النظام التعليمي الذي يتطلب التحصيل (او غير تحصيل) في كل جزء من أجزائه. ففي كل الأنظمة التعليمية تلعب الاختبارات دورا مهما وضروريا.[4]
وتولى الممارسة التربوية الحديثة التقويم أهمية كبيرة، منها أن عملية التعلم ترتكز على أهداف واضحة محددة، توجه كل الجهود وتسخر كل الإمكانيات، وتختار أنسب الاستراتيجيات لتحقيقها، ومن الطبيعي أن نحاول معرفة مدى ما حققته تلك الجهود في سبيل تحقيق تلك الأهداف، وعلى ذلك فهناك ارتباط وثيق بين الأهداف التعليمية من ناحية وبين أساليب التقويم وممارسته من ناحية أخرى.
أهمية تقويم البرامج التعليمية للناطقين بغير العربية كما يلي :
‌أ)          تزويد الخبراء و المعلمين بالمعلومات المتعلقة بالمنهاج و الطلبة.
‌ب)     الاستفادة من المعلومات في عملية اتخاذ القرار وذلك فيما يتعلق باستمرار تدريس المنهج أو تغيره أو تعديله.
‌ج)     الكشف عن الطريقة التي يتم بها عملية التعليم، و تحديد النقاط الاساسية التي يجب التركيز عليها و النقاط التي أغفلت أثناء و ضع المنهاج.
‌د)        إعداد التقارير للمختصين التي يستخدمونها كأساس لعملية تقويم المناهج .
‌ه)      توجيه الطلبة إلى الطريقة التي ينبغي أن يدرسوا و يتعلموا بها.
‌و)        تزويد المختصين بأوجه القوة و الضعف و ذلك من خلال تحليل البيانات.
‌ز)        تحديد جوانب التعليم التي تحتاج إلى مزيد من العناية.
‌ح)      توفير المعلومات عن الفرق بين الطلاب و عن تحصيلهم الدراسي.
‌ط)      توجيه المعلمين إلى ما ينبغي أن يلاحظوه في تدريسهم
3-     خصائص التقويم
هناك سمات وخصائص لا بد أن تتوفر في أى برنامج تقويمي لكي يحقق الفائدة المرجوة، ومن هذه الخصائص كما يلي:[5]
1- الشمول
يجب أن يراعي البرنامج التقويمي الشمول، وبيان هذا أنه لا ينبغي أن ينحصر الاهتمام في القياس على المعارف والحقائق والمفاهيم، بل يتسع ليشمل الاتجاهات والميول والتفكير الناقد والتوافق الشخصي والاجتماعي وأن تستعمل شتى الأساليب بتوازن.
2- الاستمرار
أى أن يصبح التقويم جزءا متكاملا مع التدريس يسير معه جنبا إلى جنب أولا بأول، ولا يأتي التقويم في نهاية العام الدراسي، بل يتم بطريقة مستمرة ومنظمة حتى يمكن تصحيح الأخطاء قبل تفاقمها.
3- التكامل
لا بد أن تتكامل المعلومات في استعمالها عند القيام بحكم معين، وعندما نضع خطة عمل بناء على هذا الحكم. فالمعلومات الخاصة بالنواحي الصحية والتوافق العاطفي والاجتماعي والاتجاهات وغيرها يجب أن تربط مثلا بنتائج اختبارات التحصيل أو اختبار تحصيل بعينه.
4- أن يتوفر في أدوات التقويم صفات الصدق والثبات والموضوعية.
والمقصود بالصدق هو أن الأداة تقيس ما صممت له فإذا صممنا اختبار في القراءة يجب أن يقيس فعلا قدرة التلاميذ على القراءة. أما الثبات فيقصد به أنه إذا ما أعيد إعطاء الاختبار لمجموعة متكافئة من التلاميذ فإنه يعطي نفس النتائج تقريبا. أما الموضوعية فتعني أن يقوم على أسس عادلة بعيدة عن التجيز والذاتية ولا يتأثر بالعوامل الشخصية.
5- التنوع
بمعنى أن يتم استخدام كل الأدوات المعروفة للتقويم كي نصل إلى صورة واصحة وكاملة عن حالة التدريس ومدى تحقق الأهداف المنشودة. فكلما تنوعت أدوات التقويم كلما زادت المعلومات عن المجال الذي يتم تقويمه.
6- الديمقراطية
بمعنى أن يتم أخذ آراء كل من له صلة بعملية التدريس، أى أن يشترك في عملية التقويم مجموعة كبيرة تتعاولن فيما بينها من أجل تحقيق الهدف المطلوب.
7- ارتباط التقويم بالأهداف
ينبغي أن يسير عملية التقويم بل وتنبع أساسا من فلسفة المنهج وأهدافه وإذا بعدنا عن الأهداف الموضحة للمنهج، فإن ما تمخض عن أدوات التقويم من معلومات وبيانات لن تكون صادقة أو مفيدة.
8- اقتصادية التقويم
أى يكون اقتصاديا من حيث الجهد والوقت والتكلفة. فالتقويم الاقتصادي في الوقت يتطلب مراعاة وقت المعلم والتلاميذ.



[1]  1 رشدي أحمد طعيمة، تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها، (أيسسكو : منشورا المنظمة للتربية والعلوم والثقافة، 1989)، ص. 247.
[2]  محمود رشدي خاطر وآخران، تعليم اللغة العربية والتربية الدينية (القاهرة: دار الثقافة والنشر والتوزيع، 2000) ص 313.
2 محمد علي الخولي،  الاختبارات اللغوية، الطبعة الأولى، (الأردن : دار الفلاح للناشر والتوزيع، 2000) ص، 1
[4]   فتحي علي يونس و محمد عبد الرؤف، المرجع فى تعليم اللغة العربية للأجانب من النظرية إلى التطبيق، (الفاهرة: مكتبة وهبة.، 2003) ص. 147
[5]  محمود رشدي خاطر وآخران، تعليم اللغة العربية والتربية الدينية، المرجع السابق، ص 315- 318.

0 comments:

Post a Comment