Tuesday, September 24, 2013

مفهوم المدخل وأنواعه في تعليم اللغة العربية (Pengertian dan Macam-Macam Pendekatan Pembelajaran Bahasa Arab)



‌أ.      مفهوم المدخل
       ويمكن تفسير مدخل التعلم كنقطة انطلاق أو وجهة نظر من عملية التعلم، والذي يشير إلى وجهة نظر وقوع عملية التي لا تزال شائعة جدا، والذي أرفق، وتعزيز، والتي يقوم عليها أسلوب التعلم النظري مع تغطية المحدد. انطلاقا من نهجه، وهناك نوعان من مدخل التعلم، وهي: (1) مدخل التعلم الموجه إلى الطالب (student centered approach) و (2) مدخل التعلم الموجه إلى المعلم (teacher centered approach).[1] لأن مدخل التدريس هو موقف المستوى الفلسفي عن اللغة وتعلم اللغة وتعليمها.[2]
المدخل فى التدريس – أى مدخل- ما هو إلا مجموعة عن الإفتراضات التى تربطها بعضها ببعض علاقات متبادلة، هذه الإفتراضات التى تربطها بعضها ببعض علاقات متبادلة، هذه الإفتراضات تتصل اتصالا وثيقا بطبيعة اللغة وطبيعة عمليتي تدريسها وتعلمها.
       والمدخل عادة مايكون أمرا متفقا عليه فى صورة تكاد تكون مبدئية لاتتحمل الجدل من وجهة نظر أصحابه. وهو بمعنى إجرائي عبارة عن وصف لطبيعة الموضوع الدراسي الذى سيعلم (اللغة) وبيان لوجهة نظر بعض الناس وناسفة بعض الأشياء التى يعتنقونها بحيث لاتحتاج منهم بالضرورة إلى برهان أو دليل.[3] كما أن المدخل في ذات الوقت وصف لطبيعة من سيتعلمون المادة وخصائصهم وميولهم وحاجاتهم ومشكلاتهم، وتحديد للامكانات الزمانية والمكانية والمادية والتكنولوجية المتاحة لتدريس المادة وتعلمها، بحيث يستطيع المعلم من خلال معرفته بكل ذلك أن يكون تصوراً أو منظوراً أو رؤية لكيفية تدريس هذه المادة وتعليمها بشكل فعال، أي تحديد كيف سيدخل إلى تدريس هذه المادة من خلال منظور تربوي علمي صحيح.
       ويرى بعض المختصين بتعليم اللغة أن المُدْخل هو عبارة عن مجموعة افتراضات ( لغوية ونفس لغوية ولغوية اجتماعية ) تربطها مع بعضها علاقات متبادلة ، تتصل اتصالاً وثيقاً بطبيعة اللغة ، وطبيعة عمليتي تعليمها وتعلّمها ، إنه عملية اختيار منظمة تتمخّض عنها المبادئ الرئيسة لخطة تعليم اللغة ، وتستند إلى نتائج العلوم المتداخلة : علم اللغة ، وعلم النفس اللغوي ، وعلم اللغة الاجتماعي ( بادي ، 1406هـ : 86 ) .
إن عملية وضع مدخل لتعليم اللغة عملية تنسج خيوطها الفكرية على مستوى التخطيط اللغوي قبل تصميم مناهج تعليم اللغة وبنائها ، عملية ترتبط بكيفية اختيار المادة اللغوية التعليمية ، وكيفية تدريج المادة اللغوية التعليمية التي تمّ اختيارها ، وكيفية تقديم المادة التعليمية اللغوية التي أُختيرت ودُرِّجت ، ثم بعد هذا وذاك كيفية تقويم ما اختير وما دُرِّج وما قدِّم .[4]
ومن ثم سنلخص الأقوال السابقة عن تعريف ومفهوم المدخل. أن المدخل غالبه ينبثق من نظرية أو يستند إليها، ولايختلف عنها فى كثير من الحالات وهو أقرب إلى الفلسفة أو النظرة العامة. فهو أشبه بالمبدأ الذى ينطلق منه الباحث أو واضع المنهج أو المعلم، ويحدد افتراضته ومعتقداته حول طبيعة اللغة واكتسابها وتعلمها وتعليمها.

‌ب.             أنواع المدخل
  1. المدخل التكاملي
التكامل هو تحقيق الكلية والكمال والوحدة ، عملية تحدث في المتعلّم ، تعني أن ما يتعلّمه يصبح جزءاً من شخصيته ، يمتزج بما لديه من فهم وقدرات واتجاهات ، ليكون ما تعلّمه مفيداً وذا معنى عنده ، يُترجمُ في سلوكه مباشرة ، ويتفاعل مع خبرات أخرى سابقة لديه ( مراد ، 2002م : 15 ) .
وفي مجال تعليم اللغة فإن التكامل أسلوب لتنظيم عناصر الخبرة اللغوية المقدّمة للمتعلّمين ، وتعليمها بما يحقق ترابطها وتوحدها بصورة تمكنهم من إدراك العلاقات بينها ، وتوظيفها في أدائهم اللغوي ، وذلك من خلال محتوى لغوي متكامل البناء ، ترتبط فيه توجيهات الممارسة والتدريبات اللغوية ، والقواعد اللغوية بمهارات   اللغة ، ونوع الأداء المطلوب ؛ من خلال نص لغوي متكامل ، يعالج بطريقة تعتمد إجراءاتها على التكامل والتدريب والممارسة اللغوية ، وتقويم أداء المتعلّم بصورة تكاملية ؛ وذلك بما يحقق التكامل بين جوانب الخبرة اللغوية : معرفياً ووجدانياً ومهاريا ( عوض ، 2000م : 21 ) .
إن التكامل في تعليم اللغة يعني – باختصار شديد – تنظيم المادة التعليمية اللغوية ، وتدريجها ، وتقديمها متكاملة في هيئة مهارات لغوية وظيفية متجاوزاً تقسيمها فروعاً متفرقة ومعلومات مجزأة ، وخبرات لغوية مفتتة . وهو بتعبير آخر النظر إلى اللغة ، عند بناء مناهج تعليمها ، وإعداد كتبها ، وتحديث طرق تدريسها ، على أنها وحدة مترابطة متماسكة ، وليست فروعاً معرفية مختلفة.[5]  

  1. المدخل المهاري
المهارة هي الأداء المتقن القائم على الفهم، والإقتصاد فى الوقت والجهد ومما يساعد على اكتسابها: الممارسة والتكرار والفهم وإدراك العلاقات والنتائج، والتشجيع والتعزيز والتوجيه (محمود السيد، 1988م، 83-85). وعرفت المهارة بأنها نتيجة لعمليتي التعليم والتعلم، وهي السهولة والدقة فى إجراء عمل من الأعمال (أحمد زكى صالح،1971م، 79).
وعرفت المهارة اللغوية بأنها أنشطة الاستقبال اللغوي المتمثلة فى القراءة والاستماع، وأنشطة التعبير اللغوية المتمثلة فى الحديث والكتابة، وهناك عنصر مشترك فى كلا الجانبين وهو التفكير (فتحى علي يونس، ومحمود كامل الناقة، 1977م، 34).
والمهارة اللغوية كما ترى الدراسة تتحقق بالاستخدام اللغوى الصحيح والأداء اللغوى الجيد إرسالا وستقبالا وممارسة وإنشاء وتلقيا. وهذا الأداء يمكن ملاحظته وقياسه من خلال ممارسة الطالب اللغة: استماعا، وتحدثا، وقراءة، وكتابا.[6]
  1. المدخل الاتصالي
من المفاهيم التي تمثل محور المدخل الاتصالي، مفهوم الاتصال ذاته، ويتوقف الفهم الدقيق للمدخل الاتصالي على تحديد مفهوم الاتصال، وتوضيح المقومات التي يستند إليها، بل ومناقشة عملية الاتصال نفسها. ذلك أن مفهوم الاتصال قدمت له تعريفات كثيرة، تكاد تتباعد في أشياء، إلا أنها تدور في فلك واحد هو تفسير عملية الاتصال.
ch1
وفي نموذج الاتصال السابق الذي وضعه الدكتور حسين الطوبجي ستفهم أن الاتصال بين البشر يتكون من عدة عمليات منها ما هو ذهني ومنها ما هو عضلي. يبدأ الأمر بمجموعة من الأفكار التي يريد فرد أن ينقلها إلى غيره، تتكون الفكرة في ذهنه ويضمها إلى غيرها ليؤلف منها محتوى يريد التعبير عنه إما لإعلام الآخرين به أو تغيير اتجاهاتهـم أو تنمية قيمهم، أو غير ذلك من أهداف يقصد المرء من خلالها الاتصال بغيره. ضم الأفكار إلى بعضها يستتبعه البحث عن الجمل والتراكيب التي يراد صب المحتوى فيها. ينتقي الفرد بعد ذلك من رصيده اللغوي مجموعة من المفردات التي تناسب المحتوى ثم يبحث في النظام الصوتي للغته عما يلزم هذه المفردات من أصوات أو من أشكال الأداء الصوتي مثل النبر والتنغيم ما يعبر عما يقصده.. كل هذا يدخل في نطاق بناء الرموز سواء من حيث مضمونها (الأفكار) أو من حيث شكلها (طريقة الأداء اللغوي) وهي المرحلة التي تسمى بتركيب الرموز (encoding).
ويتسع التعريف عن الاتصال وفي دائرة معارف كولير الأمريكية، إذ تعتبر الاتصال هو نقل المعارف من شخص لشخص، أو مخلوق لمخلوق، أو وجهة نظر لأخرى. وقد يكون الاتصال في شكل نقل أصوات، مثل التحدث بين الناس، وقد يكون الاتصال في شكل ضربات إيقاعية للطبول وينقلنا هذا من الحديث عن الاتصال من وجهة نظر الإعلاميين، إلى الحديث عن الاتصال من وجهة نظر التربويين خاصة المشتغلين بتعليم اللغات.[7]
  1. المدخل الوظيفي(The Notional Approach)
تعد الوظيفية من أهم المداخل الحديثة في تعليم اللغات القومية؛ حيث ينظر إلى اللغة على أنها أداة اجتماعية، أي ذات وظيفة اجتماعية، وقد أدى إلى ذلك الوعي بأهمية الاتصال اللغوي الفعال لتدارس الشئون الإنسانية داخل المجتمع وخارجه، وقد نمى هذا الوعي الحروب وأيام المعاناة التي عاشتها الإنسانية أثناء الحربين العالميتين. وقد أسس لهذا المدخل العديد من العلماء أهمهم" فيجوتسكى، ولنجرن، وفرير إضافة إلى جهور عملاء الأنثربولوجيا الذين أوضحوا أهمية اللغة في تحقيق الاستقرار والتواصل بين أفراد الجماعات والمجتمعات، إضافة إلى جهود علماء علم النفس، وما قدموه من نظريات بني عليها المدخل الوظيفي التكاملي وخاصة النظرية المعرفية، والنظرية، ونظرية التعلم الاجتماعي لـ "بندورا"، ونظرية بياجيه.
و يتم استخدام اللغة في هذا المدخل لتقديم بعض الاقتراحات، أو لتوضيح وجهة النظر، أو للاختلاف، أو للإتقان، أو للإذعان لبعض الأشياء، أو للاعتذار عن عمل عمله الإنسان. وجوهر هذا المدخل مشترك في معظم برامج تدريس اللغة التي تعكس النظرية التواصلية، ومن المعروف في المناهج أن المجتمع الذي يعيش فيه المتعلم من أهم الميادين التي تشتق منها أهداف التعليم، ومن ثم فلابد أن تهتم بجعل المتعلم قادراً على القيام بالمطالب، أو الوظائف والمهام التي يتطلبها المجتمع الذي يعيش فيه، ومعنى هذا بالنسبة للتعبير أن يهتم التعليم بإقدار التلاميذ على القيام بجميع ألوان النشاط اللغوي التي يتطلبها منهم المجتمع.
ولهذا المدخل تعريفات عدة، فقد عرفه فينسكي بأنه: سلسلـة من المهارات اللغوية المتصلة، التي يتعلمها التلميذ، بقصد استخدامها وتوظيفها داخل المدرسة وخارجها(خلف الديب2003: 32). وبصفة عامة فإن هذا المدخل يقوم على جانبين؛ الأول: التكامل بين فنون اللغة، الثاني: ربطهما بمواقف الحياة. فلا معنى للغة إذا تحولت إلى مهارات منفصلة غير مستخدمة. إن تبنى هذا المدخل في تعليم التعبير، يجعل تدريس التعبير يركز على الجانب المهاري التطبيقي للغة، مع مراعاة الارتباط بين الكتابة ومواقف الحياة، التي يعيشها الطلاب؛ حيث يذهب أنصار هذا الاتجاه إلي أن اللغة وسيلة تعبيرية وظيفية. وعلي هذا الاتجاه تقوم (الطرائق الاتصالية) والتي تهتم أكثر ما تهتم بالمعني والاتصال في اللغة، وتعطي وظائف ثانوية للوظائف النحوية، وعليه يقوم تعليم اللغة فيها على المعنى والوظائف الاتصالية وبناءً على هذا، يعنى الاتجاه الوظيفي في تعلم التعبير– باستخدام اللغة في مواقف الحياة التي تضطرنا إلى التعبير الكتابي أو الشفوي. فقد انعكس هذا كله على الحياة المدرسية، فأصبح الاتصال الحقيقي هو لب أي برنامج لتعليم فنون اللغة، فليس تعلم اللغة مجرد حفظ مجموعة من الكلمات والتراكيب، أو مجموعة من المبادئ والقواعد، وإنما تعلم اللغة - علاوة على ذلك استخدام فعال لكلمات اللغة تراكيبها، وقواعدها في المواقف الاجتماعية المختلفة.[8]
  1. المدخل الإنساني (Humanistic Approach)
مدخل من مداخل تعليم اللغة الأجنبية، يقوم على المبادئ والقيم الإسانية، ويدعو إلى الفهم الآخرين، وتقدير شعورهم؛ ويهتم بالمتعلم، وينظر إليه بوصفه إنسانا، وليس آلة تتلقى مثيرات معينة وتستجيب لها بطريقة محددة. وقد ارتبط بهذا المذهب بعض طرائق التدريس؛ كطريقة تعلم لغة الجماعة أو الطريقة الإرشادية، والطريقة الصامتة والطريقة الإيحائية.
  1. المدخل التقني (Media-Based Approach)
مذهب يعتمد على الوسائل التعليمية، والتقنيات التربوية فى تعليم اللغة الأجنبية؛ بهدف توصيل المعلومات اللغة، وتحويلها إلى خبرة عملية محسوسة، من غير حاجة إلى ترجمة إلى اللغة الأم أو إلى لغة وسيطة.
  1. المدخل التحليلي وغير التحليلي (Analytic Syllabus & Non-Analytic Approach)
مذهب فى اختيار محتوى المقرر وتنظيمه فى برامج تعليم اللغات الأجنبية؛ وينطلق من الكل إلى الجزء، ويعتمد بناؤه على السلوك اللغوي المراد تدريسه؛ من وصف وطلب واستفهام ونهي وتحية ووداع واعتذار، ولاتقدم فيه العناصر اللغوية، من أصوات ومفردات وقواعيد صرفية ونحوية بطريقة منفصلة إلا عند الضرورة.
  1. المدخل السمعى الشفهي(Aural-Oral Approach)
مذهب نشأ فى الخمسينيات من القرن العشرين؛ نتيجة تطبيق آراء المدرسة السلوكية فى علم النفس والبنيوية فى علم اللغة- فى تعليم اللغة الأجنبية.ينطلق هذا المذهب من عدد من المسلمات حول طبيعة اللغة وأساليب تدريسها. منها: أن الأصل فى اللغة الكلام، وأن لكل لغة نظامها الخاص، وأن اللغة عادة سلوكية تكتسب كما تكتسب العادات السلو كية الأخرى، من خلال التقليد والتكرار . . . وقد انبثق عن هذا المذهب طرائق لتدريس اللغات الأجنبية، أهمها السمعية الشفهية.
  1. المدخل التركيبي ( Synthetic Syllabus Approach)
مذهب فى اختيار محتوى المقرر وتنظيمه فى برامج تعليماللغات الأجنبية، يقابل المنهج التحليلي السابق ويكمله؛ ينطلق من الجزء إلى الكل، ويعتمد بناؤه على تحليل محتوى اللغة الهدف إلى مكوناته  وأجزائه الأساسية، وهي قواعد اللغة ومفرداتها، ثم يقدم كل جزء منه للمتعلم بصورة منفصلة عن الأجزاء الأخرى، وتنحصر مهمة المتعلم حينئذ فى تركيب هذه الأجزاء المتفرقة مرة أخرى.
ويعتقد أصحاب هذا المنهج أن المتعلم قادر على إعادة تركيب معلومات المحتوى مرة أخرى وإعادتها إلى أصلها كما كانت قبل تحليلها ثم الاستفادة منها فى الاتصال اللغوي.
  1. المدخل المنوع (Multiple Approach)
مذهب تدريس اللغة من خلال عدد من المداخل والمذاهب فى تعليم اللغات الأجنبية، أى عدم تقيد الطريقة بمدخل واحد أو عدم الاعتماد على طريقة واحدة.
      
       وبعد ملحظات مفهوم هذه المداخل فكل منها لها الخصائص والمزايات الكثيرة وجميع المداخل عندنا متكملة بالمداخل الأخرى. ولايمكن لنا- مدرس اللغة العربية- يستخدم مدخلا واحدا بلا استخدم المدخل الآخر. ولمدخل ستتولد منه طرائق كثيرة و أساليب ملونة التى ستبحثها المجموعة الأخرى.


[1] http://www.psb-psma.org/content/blog/pengertian-pendekatan-strategi-metode-teknik-taktik-dan-model-pembelajaran
[2] Acep Hermawan,Metodologi Pembelajaran Bahasa Arab, )Rosdakarya: Bandung, 2011 (hlm: 167
[3]  د. محمود كامل الناقة، تعليم اللغة العربية للناطقين بلغات أخرى، 43
[4] http://www.alfusha.net/t13841.html
[5] http://uqu.edu.sa/page/ar/4981
[6]  د. أحمد عبده عوض، مداحل تعليم اللغة العربية، 41
[7] http://uqu.edu.sa/page/ar/5431
[8] http://kenanaonline.com/users/wageehelmorssi/posts/407172

0 comments:

Post a Comment