Friday, January 15, 2016

إعداد موسوعة تعليم اللغة العربية في إندونسيا: دراسة تاريخية

المبحث الأول: المعاجم العربية
‌أ-    مفهوم المعاجم
المعاجم هي جمع معجم وتعتبر كلمة معجم إحدى مشتقات مادة ع-ج-م حيث تعني الغموض والخفاء والابهام، والعجز عن اللإفصاح والإبانة. والأعجم والعجماء للحيوان الذي يطلق أصواتا غير مفهومة. ويطلق مصطلح العجمي لغير العربي لأنه يصدر أصواتا غير مفهومة لدى العرب.[1]
المعجم أو القاموس هو كتاب يضم أكبر عدد من مفردات اللغة مقرونة بشرحها وتفسير معانيها، على أن تكون المواد مرتبة ترتيبا خاصا، إما على حروف الهجاء أو الموضوع، والمعجم الكامل هو الذى يضم كل كلمة فى اللغة مصحوبةً بشرح المعنى والإشتقاق وطريقة النطق وشواهد تبين مواضع إستعمالها.[2]
ويبين عمر سليمان معناه من الناحية الاصطلاحية أنه كتاب يضم كلمات الغة ويبين هجاءها ونطقها ومعانيها واستعمالها ومترادفاتها واشتقاقها، أو أحد الجوانب على الأقل، على أن تكون مرتبة بشكل معين إما على حروف الهجاء أو طبقا للموضوع. [3]
ورأى يسرى عبد الغنى أن المعجم هو مرجع يشتمل على مفردات لغة ما مرتبة عادة ترتيبا خجائيا، مع تعريف كل منها، وذكر معلومات عنها من صيغ ونطق واشتقاق ومعان واستعمالات مختلفة.[4]
‌ب-                      علم المعاجم وصناعة المعاجم
وأما في مصطلح علم اللغة الحديث، فيكون فرق بين علم المعاجم أو علم المفردات أو علم الألفاظ وعلم صناعة المعاجم. فالمصطلح الأول يشير إلى دلااسة المفردات ومعانيها في لغة واحدة أو في عدد من اللغات. ويهتم علم المعاجم من حيث الأساس باشتقاق الألفاظ، وأبنيتها، ودلالاتها المعنوية والإعرابية، والتعابير الاصطلاحية، والمترادفات، وتعدد المعاني.[5]
أما صناعة المعجمية فتشتمل على خطوات أساسية خمس هي: جمع المعلومات والحقائق، واختبار المداخل، وترتيبها طبقا لنظام معين، وكتابة المواد، ثم نشر النتاج النهائي، سواء أعطيت تلك الشروح والمعلمومات بالغة ذاتها أم بلغة أخرى.[6]
فيدخل علم المعاجم في قسم علم اللغة العام أو علم اللغة النظري الذي يدرس الظواهر اللغوية الصوتية والصرفية والنحوية و الدلالية بصفة أساسية. أما علم صناعة المعاجم فيدخل في قسم علم اللغة التطبيقي الذي يقوم هذا العلم على استغلال نتائج ودراسات علم اللغة العام أو النظري وتطبيقها في مجالات لغوية معينة.[7]
‌ج-                        أنواع المعاجم العربية
قسم إميل يعقوب المعاجم العربية إلى ثمانية أنواع،[8] وهي:
1- المعاجم اللغوية
وهي التي تشرح ألفاظ اللغة، وكيفية ورودها في الاستعمال، بعد أن ترتبها وفق نمط من الترتيب.[9]
2- معاجم الترجمة
المعاجم المزدوجة أو الثنائية اللغة، وهي التي تجمع ألفاظ لغة أجنبية لتشرحها واحدا واحدا، وذلك بوضع أمام كل لغط أجنبي- ما يعادله في المعنى من ألفاظ اللغة القومية وتعابيرها. وهذا النوع هو أقدم أنواع المعاجم، إذ استخدمه الساميون في العراق إبان الألف الثالث ق. م. ويلحق بهذا النوع من المعاجم، المعاجم المتعددة اللغات التي تعطي المعنى الواحد بألفاظ عدة لغات في آن واحد
3- المعاجم الموضوعية أو المعنوية
وهي التي ترتب الألفاظ اللغوية حسب معانيها أو موضوعاتها. ومن المعاجم العربية الموضوعية القديمة «المخصص» لابن سيده (1006-1066)م الأندلسي الضرير وهو يرتب الألفاظ التي جمعها، لا بحسب لفظها، بل بحسب معناها.[10]
4- المعاجم الإشتقاقية أو التأصيلية
وهي التي تبحث في أصول ألفاظ اللغة، فتدلنا إن كانت الكلمة عربية الأصل أم فارسيةً أم يونانية.[11]
5- المعاجم التطورية
وهي التي تهتم بالبحث عن أصل معنى اللفظ، لا اللفظ نفسه، ثم تتبع مراحل تطور هذا المعنى عبر العصور.
6- معاجم التخصيص
وهي التي تجمع ألفاظ علم معيّن ومصطلحاته أو فن ما، ثم تشرح كل لفظ أو مصطلح حسب استعمال أهله والمتخصصن به. وكتاب «حياة الحيوان» للدَّميري(1341-1405م) الذي جمع فيه أسماء الحيوان والحشرات والزواحف والطيور معرِّفاً بها، وبخصائص كل منها على طريقة عصره.[12]
7- دوائر المعارف أو الموسوعة
وهي نوع من أنواع المعاجم، لكنها تختلف عنها من حيث أنها سجل المعلوم والفنون وغيرهما من مظاهر النشاط العقلي عند الإنسان. فإن دائرة المعارف، أو الموسوعة، تعرِّف بعلم مّا ونشأته وتطوره وأهمّ رجالاته ومصادره ومراجعه. فهي إذا مرجع للتعريف بالأعلام والشعوب والبلدان والوقائع الحربية. وهناك دوائر معارف متخصصة كدائرة المعارف الإسلامية، ودائرة المعارف الطبية.
8- المعاجم المصورة
وقد ظهر هذا المعجم في العصر الحديث، على يد اللغوي الألماني المعاصر «دودن» الذي لاحظ أن الألفاظ الغريبة في اللغة، إنما تكثر في الحسيات، لا في المجردات، فوضع معجماً على هيئة مجموعة لوحات تدور حول موضوع معين.[13]
‌د-  نظام الترتيب للمعاجم
نظام المعجم أو منهجه في ترتيب ألفاظه أو مواده خمسة أنظمة، وهي:
1- النظام الصوتي
يقال أيضا نظام الترتيب بحسب مخارج الحروف ومقلوبات الكلما، وترتيها من أقصى الحلق إلى حروف الصفة. مثلا في معجم العين.[14]
2- النظام الهجائي
3- نظام القافية
4- النظام الألفبائي العام
5- النظام النطقي
‌ه-                        أغراض المعاجم 
إن التصنيف الجديد الذي اقترحه علي القاسمي وقفا لأغراض المعاجم. وهناك سيعة أنواع متقابلة من المعاجم،[15] وهي:
1- معاجم للناطقين بلغة المتن (الأصل) مقابل معاجم بلغة الشرح (لغة الترجمة)
2- معاجم لغة المكتوبة (الفصحى) مقابل معاجم للغة المنطوقة (العامية)
3- معاجم للتعبير بالغة الأجنبية مقابل معاجم لفهمها
4- معاجم تاريخية مقابل معاجم وصفية
5- معاجم لغوية مقابل معاجم موسوعية
6- معاجم عامة مقابل معاجم متخصصة
أن الأنواع الأربعة الأولى هي أكثر التصاقا بالمعاجم الثنائية اللغة بينما تعم الأنواع الثلاثة الأخيرة المعاجم الأحادية والثنائية اللغة على السواء. ويستطيع المعجم الثنائي اللغة أن يجمع بين عدد من هذه الملامح المميزة طبقا للأغراض التي يهدف إلى تحقيقها بشرط أن تكون هذه الأغراض على خط عمودي، لا على خط أفقي، أي على أنه لا يجوز الجمع بين غرضين متتقابلين.
‌و-  وظائف المعجم
تتضمن وظائف المعجم عدة وظائف:[16]
1-             شرح المعنى
2-             بيان النطق
3-             بيان الهجائي
4-             بيان التأصيل الاشتقاقي
5-             بيان المعلومات الصرفية والنحوية
6-             بيان معلومات الإستعمال
7-             المعلومات الموسوعية
المبحث الثاني: الموسوعة
‌أ-    مفهوم الموسوعة
الموسوعة، أو ما يعرف بدائرة المعارف ، هي عمل منظم، يتضمن المعلومات العامّة وفق مؤلف يهتم بأمور المعرفة للإنسان ، ووفق معلومات عامّة أو مخصصة لموضوع بذاته ، مرتبة وفق ترتيبٍ هجائي أكثر سهولة ، وقد كتب معلوماتها وجمعها أكثر من كاتبٍ كلّ في اختصاصه .[17]
 وكون الموسوعة هي المرجع الأوّل الذي يرجع إليه أغلب الناس في العالم ، فإنّ اهتمام الدول المتقدّمة بهذا العمل قد يكون الأكثر ، فنجد أنّ أشهر الموسوعات في العالم هي الموسوعة البريطانيّة . وللعمل في الموسوعات كان لا بدّ من المعرفة الدقيقة للّغات الأشهر الرئيسيّة في العالم ، والتي تتمثّل بالإنكليزيّة والألمانية والإسبانيّة والفرنسيّة ، وأيضا اللغة العربيّة . كثيرة هي الموسوعات المتخصّصة في العالم ، التي تهتم بأمور المعرفة ، مثل الموسوعة الخاصّة عن تاريخ مصر القديم ، والموسوعة الجغرافيّة ، والموسوعة البيئيّة ، وأيضاً هنالك موسوعات تهتمّ بالفلك . تعتبر الموسوعة تلخيص لمعلوماتٍ أوليّة لكلّ مهتم بالمعلومة ، وهي أفضل من يجيب عن ( ماذا ، متى ، كيف ، أين ) . وتساعد الموسوعة في إعطاء القارئ المزيد من الإجابات والمعلومات ، وذلك بسبب الببليوغرافيا التي يتمّ تقديمها في أيّ موضوع عند انتهاء المقال.[18]
‌ب-                        الفروق بين المعجم والموسوعة
إن المعجم عمل مرجعى كالموسوعة، ولكنه يختلف عنها في ثلاثة ملامح[19] هي:
1-   أن الموسوعة معجم ضخم يشغل مجلدات كثيرة في حين أن المعجم يتفاوت حجمه تبعا للغاية المنشودة ولنوعية مستعمله.
2-   أن المعجم لا يهتم كثيرا بالمواد غير اللغوية، وإذا ذكرها فبصورة مختصرة جدا لأنه يترك تفصيلاتها للموسوعات. ومن أمثلة المواد غير اللغوية التي يهتم لا يهتم بها المعجم أسماء الأعلام، والأسماء الجغرفية مثل الأقطار و المدن والبحار والمحيطات، والأحداث زالعصور التاريخية، والتنظيمات الحكومية، وغير الحكومية، والمؤسسات.
3-   أن المعجم يهتم بالوحدات المعجمية للغة وبالمعلومات اللغوية الخاصة بها في حين أن الموسوعة إلى جانب اهتمامها بالمعاني الأساسية للوحدات المعجمية تعطى معلومات عن العالم الخارجى غير اللغوي، فالمعجم اللغوي يشرح الكلمات، أما الموسوعة فتشرح الأشياء.
المبحث الثالث: اللغة العربية في إندونيسيا
إن الحديث عن دخول اللغة العربية وانتشارها في إندونيسيا هو الحديث عن دخول الإسلام وانتشاره في هذا البلد، وذلك لما بينهما من علاقة وطيدة كما لو كانا وجهان لعملة واحدة. فاللغة العربية هي لغة ينطق بها المصدر الأساسي للدين الإسلامي: القرآن الكريم والأحاديث الشريفة، مما يعني أن انتشار هذه اللغة يتزامن دائما مع انتشار الإسلام،  فلا يتدين قوم بهذا الدين الحنيف إلا وهم يتعاملون مع لغته العربية. لذلك من الضرورة الإشارة إلى تاريخ دخول الإسلام في إندونيسيا قبل الحديث عن دخول اللغة العربية وانتشارها في هذا البلد. [20]
رغم أن المؤرخين لا يختلفون في تزامن بين دخول اللغة العربية ودخول الإسلام في إندونيسيا لما يقوم بينهما من علاقة وثيقة تحرم الفصل بينهما إلا أنه من الصعوبة تحديد متي وصلت هذه اللغة أراضي إندونيسيا وتعامل بها أهل هذا البلد للمرة الأولى. ومما يقف وراء ذلك عدم ما يكفي من الوثائق التاريخية التي تلقي الضوء على الأيام الأولى من دخول الإسلام في إندونيسيا نتيجة الاهتمام الضئيل لدى العلماء الذين عاشوا أيام دخول الإسلام بضرورة تدوين التاريخ. وإلى جانب ذلك كان المؤرخون أنفسهم يختلفون في تفسير الوثائق التاريخية لتحديد متي دخول الإسلام إلى جزر إندونيسيا فتباينت لديهم الآراء في ذلك حيث يدعى كل منها الأرجح.
هذا فيمكن الخروج من الحديث عن دخول الإسلام في إندونيسيا بأن هذا الدين الحنيف دخل أول ما دخل في إندونيسيا في القرن الأول الهجري أو القرن السابع الميلادي. وهذا يعني أن اللغة العربية أيضا دخلت في إندونيسيا منذ تلك الفترة.
فكان انتشار اللغة العربية قد مر بصورة متدرجة بعدة مراحل منذ أن كان ينتشر عن طريق ألفاظ الآيات القرآنية والأحاديث الشريفة والأدعية والأذكار التي حفظها المسلمون الإندونيسيون إلى أن انتشر من خلال برامج تعليم اللغة العربية التابعة للمدارس والمعاهد والمؤسسات الحديثة. ويمكن تصنيف هذه المراحل الطويلة من انتشار اللغة العربية وتطورها في إندونيسيا إلى أربع مراحل، وهي:[21]
المرحلة الأولى: وهي بداية دراسة ألفاظ العربية في العبادات والأذكار والأدعية وقراءة القرآن.
المرحلة الثانية: وهي مرحلة الاطلاع على الكتب العربية عن طريق الترجمة والشرح باللغة المحلية وذلك بهدف التعمق في الدين الإسلامي.
المرحلة الثالثة: وهي مرحلة نهضة تعليم اللغة العربية في إندونيسيا وظهور المدارس الإسلامية الحديثة التي تدرس اللغة العربية بوصفها لغة التخاطب ولغة الأخوة الدينية الإسلامية.
المرحلة الرابعة: مرحلة نشأة المؤسسات التعليمية للغة العربية أهلية كانت أم حكومية باتباع مناهج معينة لتعليم اللغة.
وهذا الانتشار الملحوظ للغة العربية لا يأتي من فراغ كما لا يحدث فجأة وإنما هو عبارة عن عملية طويلة تقف ورائها عدة عوامل وأسباب. وهناك عدة عوامل تؤدي إلى انتشار اللغة العربية أهمها ما يلي:[22]
‌أ-                 العامل الديني
إن مما يترتب عليه وجود العلاقة الوثيقة بين اللغة العربية والإسلام هو انتشار هذه اللغة مواكبة لانتشار هذا الدين الحنيف. فلما وجد الإسلام قبولا حسنا لدى المجتمع الإندونيسي وجدت هذه اللغة أيضًا قبولاً حسنًا. فكونها لغة الدين الإسلامي قد أدّى بكل التأكيد دورا في غاية الأهمية لانتشارها الواسع وحسن قبولها لدى المجتمع الإندونيسي.
‌ب-           العامل اللغوي
انتشار اللغة العربية وقبولها لدى المجتمع لا ينعكس عند شيوع استخدامها في الحياة الدينية فحسب وإنما ينعكس كذلك على الحياة اللغوية إذ إن هذه اللغة تؤثر على اللغة الإندونيسية وتغني خزانتها. فتطورت عدة جوانب في خزانة اللغة الإندونيسية نتيجة تأثرها باللغة العربية ولعل أهم وجوه هذا التأثر دخول أصوات اللغة العربية واقتراض كلماتها إلى اللغة الإندونيسية. فالأصوات الفاء (f) والشين (sy)، والزاي (z)، على سبيل المثال لا الحصر، ليست من الأصوات الإندونيسية الأصلية وإنما هي أصوات عربية دخلت إلى اللغة الإندونيسية من خلال اقتراض الكلمات مثل: فهم (Faham) شرط (Syarat) زيارة (Ziarah). وكذلك على مستوى المفردات فالكلمات Tafsir , Syukur , Zakat  على سبيل المثال لا الحصر ليست من الكلمات الإندونيسية الأصلية وإنما هي اقتراضات من الكلمات العربية وهي: تفسير، وشكر، وزكاة. ومما ينتج من هذا التأثير اللغوي وجود التشابه بين اللغة العربية واللغة الإندونيسية، الأمر الذي بدوره يساعد الإندونيسيين على تعلم اللغة العربية بسهولة بدون مشقة، وهذا بدوره يؤدي إلى انتشار هذه اللغة.
‌ج-            العامل الاجتماعي.
قد أثبت التاريخ أن الإسلام دخل إندونيسيا على أيدي التجار العرب مما يعني أن المعاملات التجارية بينهم وبين أهل المناطق في إندونيسيا كانت بوسيلة اللغة العربية فضلا عن اللغة الإندونيسية. كما يعني أن هذه المعاملات التجارية نقلت اللغة العربية إلى لسان أهل المناطق وتصبح لغة التعامل التجاري بين الطرفين. فتعلم الإندونيسيون اللغة العربية ليس فقط للأهداف الدينية وإنما أيضا للأخرى التجارية التي لا تقل أهمية إذ إن التجارة كانت يومها من أبرز الحركات الاجتماعية.


‌د-               العامل التربوي
اللغة العربية لا يكتسبها الإندونيسيون نتيجة تعاملهم التجاري مع التجار العرب  فقط  كما لا يكتسبونها من خلال حفظهم الآيات القرآنية والأحاديث النبوية والأدعية في الصلاة فحسب وإنما يكتسبونها أيضا بأسلوب منظم ومنهجي من خلال عملية التربية والتعليم. لقد اهتمت المعاهد الإسلامية منذ قديم الزمان بتعليم اللغة العربية لأبناء المسلمين بهدف تزويدهم بالقدرة اللغوية حتى يتمكنوا من استيعاب القرآن الكريم والأحاديث الشريفة وغيرها من مصادر القيم والعلوم الإسلامية. كما اهتمت المعاهد بإلحاق أبناءها بالمعاهد والمدارس في الشرق الأوسط ليكتسبوا اللغة العربية في بيئتها الطبيعية ويتعاملوا مع الناطقين الأصليين بها. ولما أكملوا دراستهم وعادوا إلى إندونيسيا ساهم هؤلاء في نشر اللغة العربية سواء كان ذلك عن طريق تأليف الكتب أو تأسيس المدارس والمعاهد.
إن هذه العوامل الأربعة قد لعبت دورًا لا يمكن تجاهله في انتشار اللغة العربية في إندونيسيا منذ اللحظة الأولى وصلت فيها إلى هذا البلد. ولكن إذا ألقينا النظر إلى الوضع الآني لوجدنا أن اللغة العربية قد انتشرت بشكل لا ينحصر إلى حد كبير على المجال الديني كما كان وضعها في الماضي وإنما قد انتشرت مواكبة للتطورات في كل مجالات الحياة. كما لا تسهم في انتشارها تلك العوامل الأربعة المتقدم ذكرها فقط وإنما يستعين انتشارها كذلك بالعوامل الأخرى مثل وسائل الإعلام. فتعليم اللغة العربية مثلا يتطور ويتم عن طريق برامج تبثها قنوات تلفزيون حكومية كانت مثل تلفزيون الحكومة الإندونيسية (TVRI) أو أهلية مثل تلفزيون التربية الإندونيسية (TPI). بل توجد هناك وسيلة الإعلام العربية مثل المجلة الشهرية :آلو إندونيسيا" التي تصدر باللغة العربية.
بفضل كل هذه العوامل انتشرت وتطورت اللغة العربية منذ اللحظة الأولى من دخولها إلى إندونيسيا عن طريق ألفاظ الآيات القرآنية والأذكار والأدعية إلى أن نجدها تحتل مكانًا عاليًا ضمن اللغات الأجنبية التي يهتم بها الإندونيسيون ويدرسونها في كل المراحل التعليمية ويستخدمونها في شتى مجالات الحياة.






المراجع
إبراهيم مصطفى وإخوانه، المعجم الوسيط. ج. 2
أحمد الشرقاوى إقبال، معجم المعاجم، (دار الغرب الاسلامى)
أحمد بن عبد الله الباتلي، المعاجم اللغوية وطرق ترتيبها (الرياض: دار الراية، 1992)
أحمد عبد الغفور عطار، مقدمة الصحاح (بيروت: دار العلم للملايين، 1979)
أحمد مختار عمر، صناعة المعحم الحديث (القاهرة: عالم الكتاب، 2009)
إميل يعقوب، المعاجم اللغوية العربية
حلمي خليل، مقدمة لدراسة اللغة (الإسكندرية: دار المعارف الجامعي، 1996)
علي القاسمي، علم اللغة وصناعة المعجم (الرياض: مطبع جامعة ملك سعود، 1991)
عمر سليمان محمد، دليل الطالب في استخدام المعاجم العربية (الرياض: دار الدولية للنشر زالتوزيع، 1992)
يسرى عبد الغنى عبد الله، معجم المعاجم العربية (بيروت: دار الجيل، 1991)
أحمد فؤاد أفندي، وجودية اللغة العربية في إندونيسيا، مقال غير منشور، (كلية التربية الجامعة الإسلامية الحكومية مالانج، 1986)
جمال الدين الرمادي، الإسلام في المشارق والمغارب (مطابع الشعب، القاهرة، 1960)
ابن بطوطة، تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار(دار الصادر للطباعة والنشر، ودار البيروت، بيروت،1960)
نور المرتضى وإخوانه، دليل علماء اللغة العربية والباحثين في علومها في إندونسيا، نور المرتضى وإخوانه. الرياض: مكتبة الملك فهد الوطنية، 2015)
HR. Taufiqurrochman, Leksikologi Bahasa Arab (Malang: UIN Malang Press. 2008)

mawdoo3.com
lisanarabi.net




[1] إبراهيم مصطفى وإخوانه، المعجم الوسيط. ج. 2، ص. 76
[2] أحمد عبد الغفور عطار، مقدمة الصحاح (بيروت: دار العلم للملايين، 1979)، ص. 38
[3] عمر سليمان محمد، دليل الطالب في استخدام المعاجم العربية (الرياض: دار الدولية للنشر زالتوزيع، 1992)، ص. 190
[4] يسرى عبد الغنى عبد الله، معجم المعاجم العربية (بيروت: دار الجيل، 1991) ص. 17
[5] علي القاسمي، علم اللغة وصناعة المعجم (الرياض: مطبع جامعة ملك سعود، 1991)، ص. 91
[6] المرجع نفسه. ص. 3
[7] حلمي خليل، مقدمة لدراسة اللغة (الإسكندرية: دار المعارف الجامعي، 1996)، ص. 330 – 331
[8] أحمد بن عبد الله الباتلي، المعاجم اللغوية وطرق ترتيبها (الرياض: دار الراية، 1992)، ص. 69
[9] إميل يعقوب، المعاجم اللغوية. ص. 31
[10] أحمد الشرقاوى إقبال، معجم المعاجم، (دار الغرب الاسلامى)،  ص. 42
[11] إميل يعقوب، المعاجم اللغوية، ص. 18
[12] أحمد الشرقاوى إقبال، معجم المعاجم. ص. 43
[13] إميل يعقوب، المعاجم اللغوية. ص. 20
[14] إميل يعقوب، المعاجم اللغوية العربية. ص. 41 – 42
[15] علي القاسمي، علم اللغة وصناعة المعجم (الرياض: مطابع جامعة الملك سعود، 1991)، ص. 31 – 46
[16] Taufiqurrochman, HR. Leksikologi Bahasa Arab (Malang: UIN Malang Press, 2008), hlm. 144 – 152
[17]  يؤخذ من http://mawdoo3.com/ما_هي_الموسوعة في التاريخ 12 نوفمبير 2015
[18] المرجع نفسه
[19] أحمد مختار عمر، صناعة المعحم الحديث (القاهرة: عالم الكتاب. 2009)، ص. 22
[20] نصر الدين إدريس جوهر، دخول اللغة العربية وانتشارها في إندونيسيا، يؤخذ من lisanarabi.net في التاريخ 2 نوفمبير 2015
[21] نصر الدين إدريس جوهر، دخول اللغة العربية وانتشارها في إندونيسيا
[22] نصر الدين إدريس جوهر، دخول اللغة العربية وانتشارها في إندونيسيا، يؤخذ من lisanarabi.net في التاريخ 2 نوفمبير 2015

1 comment: