Friday, January 31, 2014

الأسس النفسية لبناء مناهج اللغة العربية

 لمحمد فطريان ريسفينديل

أ‌-   مقدمة
إن المنهج أمر مهم في عملية التعليم والتعلم. ولا يستخدم المنهج في المدرسة الرسمية فقط ولكن أيضا يستخدم في المدرسة أو المؤسسة غير الرسمية. هذا يدل على أن المنهج مهم لمن أراد أن يؤدي علمية التعليم جيدا، لأن فيه العناصر المنظمة التي يحتاج في التعليم لوصول ألى نجاحه من أهداف التعليم والمواد والطريقة والتقويم.
المنهج في أبسط تعريف له هو مجتمع الخبرات التعليمية المباشرة وغير المباشرة التي يعدها المجتمع لتربية الأفراد وإعدادهم في ضوء ظروف البيئة الاجتماعية، وما يهدف إلى تحقيقة من آمال وإنجازات مستقبيلة[1]. للمنهج أسس. الشرح السابق يدل على أن المتعلم هو محور بناء المنهج. وهذا الاتجاه يجعل من المتعلم وقدراته وميوله وخبراته السابقة أساسا لاختيار محتوى المنهج وتنظيمه وهذا الاتجاه يمثل الأساس النفسي للمنهج[2]. والأساس الأخر للمنهج أساس معريفي وأساس فلسفي وأساس اجتماعي.
في بيان الآخر الأسس لتطوير المناهج يتكون من الأسس التربوية, الأسس النفسية, الأسس الإجتمعية والثقافة والأسس الفلوسفية. ومن الأسسات المذكورة الباحث سيبين ويبحث ما يتعلق بالأسس النفسية لتطوير المنهج.
المنهج هو الجيهاز والألة لحصول أهداف التعليم, بالطبع يتعلق بالتغيير الأحوال الطلاب. في كل حال الدور من المنهج يعني برنامج التربية ولها الأهداف لتغيير الطلاب إلى التكاملية. ولذالك عملية تطوير المنهج يهتم إلى العناصر من ناحية النفسية.  
بناء على ذلك سيبحث الكاتب في هذه المقالة هذا الموضوع من الأسس النفسية لتطوير المناهج لتعليم اللغة العربية.
ب‌-          أسئلة البحث
كما شرح في المقدمة فيقدم الأسئلة كما يلي:
1.   ما معنى الأسس النفسية للمنهج
2.   ما العناصر النفسية التي تتعلق بالمنهج
ج- أهداف البحث
        يهدف هذا المقالة كما يلي:
1-لمعرفة معنى الأسس النفسية للمنهج
2-  لمعرفة العناصر النفسية التي تتعلق بالمنهج
د- البحث
يقال علم النفس هو العلم الذي فيها يبحث عن أحوال الناس في الببئة المجتمع. من ناحية التربية الطلاب مازلا في نمو عملية التعليم. لذالك في تصميم المناهج لابد أن يهتم مجال علم النفس.
حقائق النمو
1.   النضج والتعلم عاملان متشابكان في عملية النمو, ومن ثم لا يستطيع الإنسان تعلم شيء لم يكن مستعدا له.
2.   النمو عملية مستمرة مستدرجة, تتضمن نواحي التغيير الكمي والكيفي والعضوي والوظيفي.
3.   النمو الإنسان يسير في مراحل, ولكل مرحلة سماتها.
4.   سرعة النمو ليست مضطردة, وإنما تيسير مظاهر النمو بسرعات مختلفة.
5.   ينمو الفرد نموا داخليا كليا, ويتأثر نفسه بالظروف الداخلية والخارجية.
6.   النمو عملية معتقدة, جميع مظاهره متداخلة داخلا واثقا.
7.   الفروق الفردية واضحة في النمو, ولكل فرد ينمو بطريقة وأسلوب خاصين به.
8.   يسير النمو من العام إلى الخاص.
مطالب النمو والحاجات النفسية
يعرف هافجهرست havighusrt مطالب النمو بأنه مطالب ينشأ في مرحلة معينة من حاية الفرد, وإنجاز ناجح يؤدى إلى سعادته ونجاحه في مطالب تالية بينما يؤدى الفشل للتعاسة وعدم تقبل المجتمع له وصعوبة مع المطالب التالية. ومن اللازم علينا ان نرجع إلى كتب علم النفس لنقف على مطالب النمو في كل مرحلة عمرية معينة. والقول نفسه يصدق على الحاجات النفسية إذيلزمنا الوقوف عليها حتى نحدد في أهدافنا ومحتوى مناهجنا ما يشبع كل حاجة منها.
الدوافع
لنا رأى نود أن نطرحه عند الحديث عن دوافع أبنائنا في تعليم اللغة العربية, إن الحديث عن دوافع الطلاب لتعلم مادة دراسية مقررة عليهم حديث مشكوك في صحته, إذ لا خيار للطالب في أن يعتذر عن حضور حصص مادة اللغة العربية. ومن ثم لا مجال للحديث عن دوافع فرد في أمر يجبر عليه. يصدق الحديث عن دوافع مثلا عندما ندرس حالة عدد من الأجانب وهم يتعلمون العربية بمخض اختيارهم, أو عندما ندرس أسباب تفضيل طلاب المرحلة الثانوية إحدى الشعبتين, علمي أو أدبي, إذ إن لهم إلى حد ما قدرة على رفض أيهما.
ولكن هل معنى ذلك أن يصعب علينا أن نستدل على دوافع الطلاب العرب في تعلميهم اللغة العربية؟ بالطبع لا. أن هناك من المؤشرات ما يكشف لنا بلا ريب. عن وجود الدوافع أو غيابها.
الدوافع نوعان, الأول يعنى الدوافع التكاملية integrative motivation والدوافع الوسيلية instrumental motivation إلا أن الدوافع التكاملية هي الغالبة عند الطلاب. وليس هذا رأينا وحدنا وإنما هو أيضا نتيجة أشارت إليها الدراسة. إذ يقول الباحثون وليس لنا من تعليق على هذه الإجابة إلا كون تعليق الطلاب باللغة العربية هو لأسباب عاطفية وجدانية,  أكثر مما هو راجع إلى أسباب عملية وظفية.
وعلينا أن نرعى هذه الحقيقة عند اعدادنا لمنهج تعليم اللغة العربية للتعليم العام في الوطن العربي. إن أهم ما توحي به إلينا هذه الدراسة هو تنمية إحساس الطلاب بالإعتزاز بلغتهم وتقوية دوافعهم للتصدي للخطر المحدوق بها سواء من الأميات المنتشرة أو اللغات الأجنبية الغازية.
الفروق الفردية
يقصد بها الإنحرافات الفردية عن المتوسط الجماعي في الصفات المختلفة وتتعدد أوجه الفروق الفردية بين البشر. إلا أن ما يهمنا في هذه الورقة أهم الفروق ذات العلاقة بتعلم اللغة وتعليمها.
يحدد ديكستر او تشيهو مجموعة من الفروق الفردية اللازم أخذها في الإعتبار من بناء مناهج تعليم اللغات ويحسن الرجوع إليها عند بناء مناهجنا أو التفكير في طريقة تدرس العربية.
التعلم ونظرياته
ليس هذا بالمجال المتسع لسرد النتائج التي انتهت إليها كافة نظريات التعلم أو دراساته. من هنا راينا أن نقتصر على ما يجمع بين هذه نظريات وما نراه واجب الاعتبار عند إعداد منهج لتعليم اللغة العربية في التعليم العام بالوطن العربي.
أ‌.       تجمل لنا رمزية الغريب أهم مظاهر الاتفاق بين نظريات التعلم كالتالى,
1.   إن أى نوع من أنواع السلوك الذي يقوم به الفرد ينشأ من تفاعل عاملين.
دوافع وحاجات ذاتيه باطنية.
ظروف البيئة المحيطة وما بها من خواص تجذب الفرد أو تنفره منها.
2.   انتفقت النظريات السابقة على التقليل من أهمية التكرار.
3.   انتفقت تفسيرات التعلم المختلفة أيضا فيما بينها على موقف الثواب والعقاب في عملية التعلم.
4.   تتفق مدارس علم النفس المختلفة على أن انتقال أثر التدريب من موقف إلى آخر يتناسب مع درجة التشابه بين الموقفين في المعنى أو في التركيب.
5.   تتقف نظريات التعلم المختلفة على أن الموقف الذي يستجيب له موقف معقد يتكون من عدد من المثيرات يتفاعل بعضها مع البعض.
ب‌.نظريات جانييه الهرمية gagne hierarchical theory يطرح جانب فكرة أنماط التعلم learning types وقسمها إلى ثمانية مرتبة في شكل هرمى. إذ إن كل واحدة تتضمن سابقتها.
وفي هذا النموذج رتب جانييه مكونات هذه العملية في شكل هرمى تصاعدى يبدأ من أسفل. ويقترح جانييه أن التخطيط لعملية تعليم القراءة يمكن أن يبدأ بها الترتيب.
فالخطوات الأنى في التصنيف الهرمي أن يسيطر عليها الطالب قبل التعرض لما يعلوها. وفيها يلي نموذج جانييه.
تعلم اللغة
نخلص من الدراسات التي أجريت على عملية اكتساب اللغة الأولى وتعلم مهاراتها بمجموعة من النتائج من أهمها.
حول مكانة اللغة في التطوير النفسي للفرد: لاحظت الدراسات أن دعم اللغة الأم وإثراءها هما اللذان يمكننا من نمو نفساني متزن, وتفتح ذهني خصب, كما أن هذه اللغة الأم هي التي تمكّن من تجنب القطعية بين المدرسة ووسط الطفل العائلي, وتمثل وسيلة اندماج وتلاؤم فعالة.حول دور اللغة في تنشئة الإنسان: انتهت الدراسات إلى أن للغة دورا أساسيا في تكوين البيئة الفكرية للإنسان وأن لها دورا في تنظيم الواقع وتكييفه كما ذكّرت بالعلاقة المتينة بين لغة الإنسان ونظرته إلى الكون. يكتسب الإنسان لغته الأم في إطار موقف اجتماعي, أى نتيجة للتفاعل المتبادل بينه وبين المحيطين به.
يلعب التقليد دورا بالغ الأهمية في اكتساب اللغة الأولى, ويتوقف نجاح التقاليد على عدد عوامل منها: صحة النموذج الذي يقلده الطفل. ومدى مطابقة التقليد لهذا النموذج. وتتوقف هذه المطابقة أيضا على عوامل منها ما يتعلق بشخصية الطفل نفسه فسيولوجيا ونفسا ولغويا, ومنها ما يتعلق بالبيئة المحيطة وإمكانياتها.
اللغة سلوك, والسلوك يمكن تعلمه باستثارة الطلاب لهذا السلوك.
في دراسة حول العلاقة بين المعنى والحفظ وجد أن المواد ذات المعنى لا تؤدى فقط إلى تعلم أسرع من المواد عديمة المعنى. وإنما تؤدى أيضا إلى حفظها لفترات أطول.
بتحليل علمية التعلم اللفظي لوحظ أن الفرد يحاول أن يجد نوعا من التكامل بين الاستجابات اللفظية
 المفاهيم اللغوية
       يعرف أوسجود osgoad المفهوم بأنه استجابة عامة (لغوية في العادة) لعدد من الظواهر أو المثيرات التي يشترك بعضها من البعض الآخر في مظهر من المظاهر.
إن من متطلبات لنمو العقلي مساعدة الفرد على تكوين المفاهيم وإدراك المعاني الصحيحة الأشياء. ولبيان أهمية تنمية المفاهيم اللغوية عند أبنائنا نذكر ما انتهت إليه دراسات ستروم strom من أن المتعلمين يميلون في المواقف التربوي إلى نسيان الحقائق والمعلومات المفصلة أسرع من نسيان المفاهيم المرتبطة بنفس المقرر. أما عن أنواع المفاهيم التى تتكون عند الأطفال ومراحل نموها عندهم وطرق تنميتها ففيه أسهبت كتب علم النفس التربوي بما لا مجال للإسهاب فيه هينا.
تعليم المهارات
       ينتمي تعليم اللغات إلى المجال النفس حركي من أوسع أبوابه. إذ يتم فيه اكتساب المهاراة وممارستها. ولقد قدمت للمهارات تعريفات كثيرة يصعب حصرها في هذه الورقة. والمهم لنا أن نخرج من هذه التعريفات بالصفات التي تعتبر خصائص مميزة للمهارة. إن إطلاق لفظ مهارة على عمل معين  يعنى ما يلى:
1. أن الأداء حركي معقد إلى حد ما
2. أن شكل من الأشكال التعلم قد حدث
3. أن ثمة تكاملا في السلوك نتج عن هذا التعلم
4. أن أداء هذا العمل يتسم باليسر والسهولة إلى حد ما
5. أن الحركات الغريبة  التي كانت دخيلة  على الأداء في أوله  قلّت إن الم يكن اختفت
6. أن الأخطاء في أداء هذا العمل بدأت تتناقص
7. أن الأداء يصحبه  قدرة على إدراك علاقات جديدة
8. أن القدرة على التطبيق تنمو بقوة وبدقة متزايدة
9. أن الأداء يأخذ طريقة بسرعة مضطردة
10.                     أن الأداء مصحوب بالثقة في النفس والرضا عن العمل عادة
11.                     أن الأداء العملي يستند خلفه  تصور واضح في الذهن لطبيعة العمل وإجراءاته ونتائجه

 هـ- الخلاصة
من البحث السابق يمكن أن يلخص الباحث المقالة كما يلي:
1.   أن المنهج هو الجيهاز والألة لحصول أهداف التعليم, بالطبع يتعلق بالتغيير الأحوال الطلاب. في كل حال الدور من المنهج يعني برنامج التربية ولها الأهداف لتغيير الطلاب إلى التكاملية. والأسس النفسية هي عملية تتعلق بالنفسية الفرد.
2.   العناصر النفسية تتكون من الدوافع, الفروق الفردية, تعليم اللغة, والتعليم المهارات.

قائمة المراجع
طعيمة, رشدى أحمد. الأسس العامة لمنهج تعليم اللغة العربية. القاهرة, , دار الفكر العريي,2000
صالح ذياب هندي و هشام عامر عليان، دراسة في المناهج و الأساليب العامة، دارالفكر، 1987


[1]  د. صالح ذياب هندي و هشام عامر عليان، دراسة في المناهج و الأساليب العامة، (دارالفكر: 1987)، 5
[2]  المرجع السابق، 29

0 comments:

Post a Comment