Monday, January 13, 2014

نظرة تارخية للمعجم العربي Sejarah Kamus Arab

قدم: عبد العزيز وأنا نور رحماواتي


الفصل الأول
أسسيات البحث

أ‌-          مقدمة
اللغة هي إحدى العوامل العامة للإنسان في تأدية الإتصال[1]، وباللغة تمكن للإنسان أن يعبر أرائهم وإراداتهم ومشاعرهم في حياتهم، واللغة أنواع كثيرة، منها اللغة العربية.
قد نظر الناس أن اللغة مهم في الحياة من مجال العمل، والدراسة، والاقتصاد، والاجتماع، وغير ذلك. بعضهم يدرسون لغة مكثفا في مدرسة بمنهج معين، وبعضهم يدرسون بغير ذلك، ويمكن أن يتناولوا اللغة من الخبرة الاجتماعية. كلاهما طريقة لنيل اللغة، أجنبية كانت أو محلية. ولما يدرس الدارس اللغة الأجنبية فيحتاج إلى "السلاح" وهو معجم يستخدمه الدارس لبحث الكلمة الغريبة والصعبة معنا. فالمعجم مهم ولازم على دارس اللغة لغير ناطقين بها أن يملكه.
أن دارسي اللغة العربية في إندونيسيا مثلا، هم قد عرفوا معاجم مشهورة إما عربي-إندونيسي أو إندونيسي-عربي، منها معجم محمود يونس، ومنور، والبصري، والعصري، وغير ذلك. ومعجم عربي-عربي كمعجم الوسيط. قد استخدموا تلك المعاجم لمساعدة دراسة اللغة العربية.
للمعاجم فن يسير بسير الزمن، وقد خطا خطوات فسيحة في القرنين الأخيرين، وكانت له آثار واضحة في المعاجم العربية. والمعجم العربي القديم، على غزارة مادته وتنوع أساليبه، أضحى لا يواجه تماما حاجة العصر ومقتضياته، ففي شروحه غموض، وفي بعض تعاريفه خطأ، وفي تبويبه لبس[2].
ما المعجم إلا أداة بحث، ومرجع سهل المأخذ، فينبغي أن يكون واضحا دقيقا، ومصورا ما أمكن، محكم التبويب. ومعاجمنا العربية القديمة لا تتمشى -في منهجها- مع مبادئ فن المعاجم الحديثة. ففي الرجوع إليها عناء ومشقة. حتى كان بعض اللغويين حاول أن يتداركوا هذا النقص منذ أخريات القرن الماضي[3]. ولهذه الحال فينبغي لنا أن نعرف علم المعاجم وتاريخه و دراسات حولها.
ب‌-     مشكلات البحث
1.   ما تعريف المعجم ؟
2.   ما نظرة تاريخية للمعجم ؟
3.   ما أنواع المعاجم ؟
4.   كيف تطور المعجم العربي ؟

ج‌-       أهداف البحث
1.   لمعرفة تعريف المعجم.
2.   لمعرفة نظرة تاريخية للمعجم.
3.   لمعرفة أنواع المعاجم.
4.   لمعرفة تطور المعجم العربي.

الفصل الثاني
البحث

أ‌-           تعريف المعجم
تفيد كلمة "عَجُمَ" في اللغة الإبهام والغموض، جاء في لسان العرب: "الأعجم الذي لا يفصح ولا يبين كلامه". وأيضا: "رجل أعجمي وأعجم: إذا كان في لسانه عُجمة". وفيه أيضا:"وسميت البهيمة عجماء لأنها لا تتكلم". وسمّى العرب بلاد الفرس والروم بلاد العجم لأن لغتهم لم تكن واضحة لديهم، ولا مفهومة. وفي الحديث الشريف: "اتقوا الله في البهائم المعجمة، اركبوها صالحة وكلوها صالحة".
وأعجم عموما معناها: أزال الإبهام والغموض. ولذلك أُطلِق على نقط الحروف في نص القرآن الكريم الإعجام) لأنه يزيل ما به من إبهام وغموض. ولذلك فالمعجِم (بكسر الجيم) اسم فاعل للفعل أعجم، أوضح الغموض وأزاله. والمعجَم (بفتحها) اسم المفعول لما أزيل غموضه، أو مصدر ميمي من الفعل نفسه.
واصطلاحا هو كتاب يجمع كلمات لغة ما، مرتبة على نهج معين، ويشرحها شرحا يزيل غموضها، ويوضح معانيها (لسان العرب)، مضافا إلى ذلك ما يناسب مستخدم المعجم من معلومات، وتعين الباحث على معرفة الكلمة وأحوالها ومعانيها، واستخداماتها. جاء في معجم (أوكسفورد) التاريخي للغة الإنجليزية تعريف مادة  Dictionary :
" كتاب يختص بالكلمات الفردية للغة، أو بعض الأصناف المعيّنة منها، يوضّح ضبط الهجاء، والنطق، والمعنى، والاستخدام، ومرادفاتها، واشتقاقاتها، وتاريخها، أو بعض هذه الحقائق على الأقل (Oxford)".
1)   مصطلاحان لعلم المعاجم في الدرس الأجنبي
‌أ.       علم المعاجم النظري، المعجمية، علم المفردات، دراسة المفردات، علم دراسة الألفاظ (léxicology)
‌ب. علم المعاجم التطبيقي، علم الصناعة القاموسية، المعاجمية، صناعة المعاجم، القاموسية (léxicography)
2)   مصطلاحات للمعجم في الدرس العربي
‌أ.       المعجم
‌ب.الموسوعة
‌ج.  القاموس
3)   الفرق بين المعجم و الموسوعة
أ‌.       الموسوعة معجم ضخم، يشغل مجلدات كثيرة، ويتفاوت حجم المعجم تبعا لغايته ونوع مستعمليه.
ب‌.لا يهتم المعجم كثيرا بالمواد غير اللغوية (أعلام، جغرافيا، الأقطار، المدن، الوديان  وإذا ذكرها، فبصورة مختصرة جدا، وتحفل بها الموسوعة.
4)   إطلاق المعجم و القاموس
‌أ.       أطلق اسم القاموس على أي معجم، سواء أكان بالعربية أم بغيرها
‌ب.القموس أوسع وأعمق و أشهر على الألسنة
‌ج.  أطلق مجمع اللغة العربية القاموس على المعجم من باب المجاز، وتوسيع الاستخدام.
ب‌-     نظرية تاريخية للمعجم
بدأت صناعة المعجم منذ عهد سحيق على يد الهنود[4]. واليونيين والمصريين القدماء[5] والصنيين[6]، ثم نمت في العصر الوسيط على أيدي العرب. ومنهم استفاد العبرانيون[7] وغيرهم.
وقد ابثقت فكرة المعجم الشامل في أذهان الغويين العرب منذ وقت مبكر لا يتجاوز منتصف القرن الثاني الهجرية حينما ألف الخليل بن أحمد (100-175ه) معجمه الشهير (العين) بطريقة إحصائية قامت على الجملة من الأسس منها : حجم الكلمة-الترتيب الصوتي-نظرية العناصر-التوفيق والتبادل-بدء الثاني مما يملي الأول.ثم تتابعت المعاجم في القرون الثالثة التالية، وتنوعت بشكل لاتكاد تعريفه معاجم اللغات الأخرى، فرتبت إما بحسب الألفاظ أو بحسب المعاني، ورتبت معاجم الألفاظ إما بحسب الترتيبي الصوتي أو الألفبائي أو بحسب الأبنية (الأوزان)، ورتبت المعاجم الأفبائية إما بحسب الأوائل أو الأواخر كما يدل الشكل التالي :


المعاجم العربية
معاجم الأافاظ                                                 معاجم المعاني
                                                        (الغريب المصنف لأبي عبيد)
الترتيبي الصوتي                     الترتيبي الألفبائي                       معاجم الأبنية
(تهذيب اللغة الأزهري)                                        (ديوان الأدب للفرابي)
         بحسب الأوائل                                       بحسب الأواخر
       (المقاييس لابن فارس)                                 (الصحاح للجوهري)


ومع تتابع المعاجم في اللغة الربية، واستمرارها حتى العصر الحديث، فأتن لاتكاد تجد تكرارا بينها ولايكاد يغني واحد منها عن الآخر. فإذا أراد الباحث الوقوف على الخصائص التجمعات الصوتية، وصو تشكيل الكلمات والتجمعات الصوتية المسموحة والممنوعة فعليه أن يرجع إلى معاجم الترتيبي الصوتي، وإذا اراد معجما شاملا تفصيليا كان علية أن يرجع إلي تهذيب اللغة، أو للسان، أو تاج العروس، وإذا اراد الوقوف على الخصائص كان عليه الرجوع إلى معاجم الأبنية. وإذا اراد ربط المعامي الجزئية بمعنى عام يجمعها كان عليه الرجوع إلى المقاييس، وإذا أراد التفرقة بين المعاني الحقيقة والمجازية كان عليه الرجوع إلى أسس البلاغة للزمحشري.
وإذا كان يدور في ذهنه مفهوم معين ويريد أن يعرف ألفاظه ومصطلحاته كان عليه الرجوع إلى معاجم الموضوعات[8]. وإذا كان يريد البحث عن بعض الألفاظ أو المصطلحات الفقهية المستحدث أو المولد كان عليه الرجوع إلى معجم الوسيط[9].
وإذا كان يريد أن يضع يده على المصاحبات المتكررة للفظ وما يرد فيه من تعبيرات اصطلاحية أو سياقية كان عليه الرجوع غلى المعجم العربي الأسسي[10].. وهكذا. فلا عجب أن يبهر الغربيون بهذا التفرق في مجال المعجم، وان يشهدوا للعرب بالسبق والتمييز، كقول Haywood : إن العرب في مجال المعجم يحتلون مكان المركز، سواء في الزمان أو المكان، بالنسبة للعالم القديم أو الحديث، وبالنسبة للشرق والغرب[11].
        وقد ظلت مقولة Haywood عن المعجم العربي صادقة حتى مطلع عصر الهضة حين تطورت صناعة المعجم عالميا، وخضعت لمواصفات عامة، واستخدمت الأجهزة الحديثة لبناء قواعد للبيانت، ولإستفادة بها في الحصول على المادة وتحليلها وترتيبها وغير ذلك. وكما يقول Zgusta : على الرغم من أن المعاجم تقسم إلى فئات مستقبلة حسب اللغة التي تتعامل معها فإن هناك قدر مشتركا بين كل هذه الفئات يشمل النظرية والمناهج ولإجرااءات التي يمكن تطبيقها وتطويعها للتعامل مع المادة المأخوذة من اللغات المختلفة.
وكانت النتيجة أن تقدم المعجم عالميا وتخلف عربيا، ودخلت معظم اللغات عصر المعاجم الحديثة وتجمد العمل المعجم العربي، ولم يعد يفي بالمواصفات الضرورية، أو يابى احتياجات المستهلكين المتنوعة والمتوافتة.
ج‌-       أنواع المعجم
توفر المعاجم معلومات عن كلمات لغة معينة. وتنقسم المعاجم من منظور معاني الكلمات إلى معاجم لغوية ومعاجم متخصصة. ويقصد بالمعاجم اللغوية: تلك التي تعني بمفردات لغة معينة فتشرحها وتوضح معانيها أو تلك التي تعني بمفردات لغة ما لتضع لها ما يقابلها من مفردات لغة أخرى. أما المعاجم المتخصصة فهي تلك التي تعني ببحث معاني المصطلحات المستخدمة في أحد المجالات المعينة. وقد يكون هذا البحث أيضا من منظور لغة واحدة أو من منظور لغتين أو أكثر. ونورد فيما يلي تفصيل ذلك، على أن نضع في اعتبارنا دائما – ولغرض هذا البحث أننا نقصر حديثنا على اللغة العربية.
1.   المعاجم اللغوية ( أحادية اللغة)
        تعتبر المعاجم اللغوية بمثابة خزائن اللغة وكنوزها التي يمكن لأي فرد أن يستمد منها ما يُزيد حصيلته اللغوية وينميها ويجعلها مرنة طيعة سواء في مجال تلقيه أو عطائه – أي في مجال استيعابه وفهمه لما يقرأه أو في مجال تعبيره وإبداعه لما ينتجه. وفي مجال بحثنا للمعاجم اللغوية، نستعرض المعاجم اللغوية العربية.
        عرفت اللغة العربية العديد من المعاجم بمختلف أنواعها، منذ القرن الثاني الهجري وحتى أيامنا هذه. وظهرت عدة مناهج لطرق تبويب الكلمات فيها. ويعتبر التعرف على مناهج ترتيب المفردات في المعاجم اللغوية أمرا في غاية الأهمية، وذلك لتسهيل مهمة الكشف عما تحتويه هذه المعاجم من كلمات، ولاستغلال هذه المصادر الحيوية الهامة في تنمية الرصيد اللفظي لمن يستخدم اللغة. ونعرض فيما يلي أهم مناهج ترتيب الكلمات في المعاجم العربية :
أ‌.       الترتيب التقليبي أو الصوتي:
        يتم تصنيف المفردات في المعاجم التي تتبع هذا الترتيب في أبواب بعدد حروف الهجاء حسب مخارج حروفها الأصلية من جهاز النطق.
    وأشهر المعاجم التي تتبع هذا الترتيب:
1.      معجم " العين " للخليل بن أحمد الفراهيدي.[12]
2.   معجم " تهذيب اللغة " لمحمد بن أحمد بن الأزهر الهروي
ب‌.   الترتيب الألفبائي للأواخر – أو (القوافي)
        يتم تصنيف المفردات في هذا النوع من المعاجم في أبواب متسلسلة وفق تسلسل حروف الهجاء العربية. ثم يتم ترتيب الكلمات في هذه الأبواب بحسب أواخر حروفها الأصلية.
    وأشهر المعاجم التي تتبع هذا الترتيب:
1.   معجم " تاج اللغة وصحاح العربية " ( والذي اشتهر باسم " الصحاح) لإسماعيل بن حماد الجوهري
2.   معجم " لسان العرب " لابن منظور الأفريقي
3.   معجم " القاموس المحيط " لمحمد بن يعقوب الفيروزآبادي
ج. الترتيب الهجائي الجذري
        ينقسم المعجم وفقا لهذا الترتيب غالبا إلى أبواب بعدد حروف الهجاء وحسب تسلسلها المألوف، ويخصص لكل حرف منها باب. ثم يتم ترتيب الألفاظ في الأبواب وفقا لأوائل أصولها بعد إرجاعها إلى جذورها.
وأشهر المعاجم التي تأخذ بهذا الترتيب:
1.   معجم " أساس البلاغة " لجار الله محمود بن عمر الزمخشري
2.   معجم " المصباح المنير " لأحمد بن محمد الفيومي
3.   المعجم "الوسيط " الصادر عن مجمع اللغة العربية بالقاهرة
4.   المعجم "العربي الأساسي" الصادر عن المنظمة العربية للتربية والعلوم والثقافة
د. الترتيب الهجائي النطقي:
        وينقسم المعجم تبعا لهذا الترتيب إلى أبواب بعدد حروف الهجاء وتسلسلها كذلك. ثم يتم ترتيب الكلمات في الأبواب وفقا للحرف الأول منها، دون النظر للأصلي أو المزيد فيها. وهكذا ترد الكلمة في المعجم حسب نطقها أو لفظها. ومن أشهر المعاجم التي تم تصنيفها وفقا لهذا الترتيب:
1.   معجم " المنجد في اللغة " لعلي بن الحسن الهنائي ( الشهير باسم كراع النمل
2.   معجم " الرائد " لجبران مسعود
3.   معجم "لاروس: المعجم العربي الحديث" لخليل الجر
ه. الترتيب الدلالي
        وينقسم المعجم وفقا لهذا الترتيب إلى أبواب معنوية، ويأتي تحت كل باب العائلة الدلالية للكلمة عنوان هذا الباب. وعلى سبيل المثال، ففي معجم " الألفاظ الكتابية " للهمذاني، نجد تحت ( باب الزلة والخطأ يقال في الخطأ: كان ذلك من فلان( زلة، وهفوة، وعثرة، وسقطة، وفلتة، ونبوة، وفرطة، وكبوة).
ومن أشهر المعاجم التي تأخذ بهذا الترتيب:
1.   معجم " الألفاظ الكتابية" لعبد الرحمن بن عيسى الهمذاني
2.   معجم " فقه اللغة وسر العربية " للثعالبي
3.   معجم "نجعة الرائد وشرعة الوارد في المترادف والمتوارد" لإبراهيم اليازجي
ويمكن حصر الأهداف التي أنشئت من اجلها المجامع اللغوية العربية فيما يلي:
1.   إثراء اللغة العربية بجعلها مواكبة لمتطلبات العصر
2.   توحيد المصطلحات العلمية وألفاظ الحضارة
3.   تشجيع الترجمة والتعريب لزيادة ثروة اللغة العربية وتنمية طاقاتها التعبيرية
4.   وضع المعاجم التي تواجه حاجات العصر
5.   تيسير قواعد تعليم اللغة العربية سواء من ناحية النحو أو الصرف أو الكتابة
6.   إحياء التراث وتحقيق أمهات الكتب العربية القديمة في شتى المجالات
تتنوع المعاجم حسب الغرض الذي ألفت من أجله، وهناك أنواع كثيرة، ولكنا نتوقف عند أهم هذه الأنواع:
2.   المعاجم اللغوية:
المعجم اللغوي كتاب يذكر مفردات اللغة، مرتبة على حروف الهجاء، وفق نمط معين من الترتيب، ويبين معانيها وكيفية ورودها في الاستعمال، ويضبط بنيتها ويذكر مشتقاتها. وهذا النوع من المعاجم هو الذي سيكون موضوع دراستنا؛ نظراً لأهميته لكل مشتغل بالتحرير العربي.
3.   معاجم المعاني أو الموضوعات:[13]
        وهذا النوع من المعاجم يرتب الألفاظ اللغوية حسب معانيها أو موضوعاتها، ففي مادة (نبات) مثلاً تضع كل مسميات النبات وما يتعلق به، وفي مادة (لون) نجد كل ما تضمه اللغة من أسماء الألوان بدرجاتها المختلفة. كما أنها تساعدنا في معرفة الفروق الدقيقة بين المترادفات اللفظية، وفي الوقت ذاته تعيننا على اختيار اللفظة الدقيقة للتعبير عن المعنى المراد بوضوح تام.
ومن هذه المعاجم يذكر على سبيل المثال:
‌أ.       المخصص لابن سيده الأندلسي.
‌ب.الفروق اللغوية لأبي هلال العسكري.
‌ج.  فقه اللغة لأبي منصور الثعالبي.
4.   معاجم المصطلحات أو المعاجم المتخصصة:
        التي تجمع ألفاظ علم معين ومصطلحاته أو فن ما، ثم تشرح كل لفظ أو مصطلح حسب استعمال أصله والمتخصصين به . فهناك معاجم للطب وأخرى للهندسة وثالثة للزراعة، ورابعة لعلم النفس، وهكذا، وتوجد معاجم خاصة بفنون اللغة والنحو والصرف والأدب، والبلاغة و كذلك النقد، نرجع إليها حتى يتحدد

لنا مفهوم المصطلح، ومنها معجم المصطلحات العربية في اللغة والأدب لمجدي وهبه وكامل المهندس.
5.   المعاجم الاشتقاقية:
        التي تبحث في أصول اللغة، فتدلنا إن كانت الكلمة عربية الأصل أم فارسية، أم يونانية... إلخ، ففي العربية  مثلاً- ألفاظ كثيرة ترجع إلى اللغة السامية الأولى مثل: أخ، أمّ، وهناك كلمات دخلت قديماً من التركية واليونانية والفراسية، وأخرى دخلت حديثاً من الإيطالية والفرنسية والإنجليزية، وهدف هذا النوع من المعاجم إيضاح أصل كل كلمة من كلمات المعجم.
6.   معاجم الترجمة:
        أو المعاجم الثنائية اللغة التي تجمع ألفاظ لغة أجنبية لتشرحها واحداً واحداً، وذلك يوضح أمام كل لفظ أجنبي  ا يعادله في المعنى من ألفاظ اللغة القومية وتعابيرها. ويلحق بهذا النوع، المعاجم المتعددة اللغات التي تعطي المعنى الواحد بألفاظ عدة لغات في آن واحد. كما أنه ظهرت في عصرنا الحديث أنواع عكسية لهذا النوع من  المعاجم، نعني به المعاجم التي ترتب ألفاظ اللغة القومية على نمط معين، ثم تأتي بما يرادفها بلغة أجنبية أو أكثر، ففي المكتبة العربية مثلاً نجد معاجم عربية–إنجليزية، وأخرى إنجليزية-عربية، وثالثة فرنسية-عربية، ورابعة عربية-فرنسية... إلخ، ولا يخفى علينا أن الغاية من المعاجم العكسية تسهيل التكلّم والكتابة باللغات الأجنبية.
د- تطور المعجم العربي
يأخذ كل من علم الصرف وبنية الجملة للغة العربية المكتوبة شكلا واحد تقريبا في جميع البلدان العربية. وتقتصر الاختلافات في الكلمات بشكل أساسي على نطاق الكلمات المتخصصة. وهكذا تستمر اللغة المكتوبة – كما كان الحال خلال القرون الماضية – في تأكيد الوحدة اللغوية للعالم العربي. وتوفر اللغة المكتوبة وسيطا للتخاطب داخل المنطقة الجغرافية المتسعة، ولكن تتفوق عليها اللهجات المحلية المتعددة والمتنوعة. وبالفعل فهي تعطي شعوب العالم العربي إحساسا بالهوية ووعيا بالميراث الثقافي المشترك.
وقد أثر فريقان قويان ومتعارضان في تطور المعجم العربي الحديث. فهناك فريق يتعصب للعربية الفصحى وينظر أليها بتقديس (ويطلق عليه فريق الكلاسيكيين) لأنها لغة ذات اتصال مباشر بدينه وثقافته وخصائصه القومية ووجدانه. ولذلك يتمسك هذا الفريق باللغة الفصحى مثلما يتمسك بقوميته ودينه، ويرفض إجراء أي تعديل أو تبديل في مفرداتها، فهي عنده بمثابة " وحي من الله " أوحى بها إلى الناس مكتملة القواعد والكلمات .
ويسود هذا الفريق اعتقادا راسخا بأن اللغة العربية القديمة التي سادت فترة ما قبل ظهور الإسلام – والتي أصبحت تمثل الشكل الكلاسيكي للغة في القرون الأولى لانتشار الإسلام – هي الأفضل والأصح من أي شكل ظهر لها فيما بعد ذلك.
وينادي هذا الفريق بالرجوع لمفردات اللغة الأصلية قبل إدخال أي لفظ جديد إليها، والبحث عن مرادف لهذا اللفظ فيها. واحتفظ أنصار هذا المذهب الكلاسيكي بفكرة أن الكلمات الجديدة التي يراد ضمها لمعجم اللغة العربية يجب ألا تُشتق إلا من خلال أحد طريقين:
الأول: صياغة الكلمة على وزن من الأوزان القائمة:
وعلى سبيل المثال:
مذياع – مثقاب مفعال
حاسوب - فاعول
والثاني: محاولة عمل امتداد وتوسيع للمعنى القائم الموجود:
وعلى سبيل المثال، فقد تم توسيع معنى كلمة " الكفر " عن معناها الأصلي، وهو الستر والتغطية، إلى الدلالة على الإلحاد والمروق عن الدين. كما تم توسيع معنى كلمة " القطر " ومعناها الأصلي المطر إلى الدلالة على شراب السكر المذاب.و هكذا أصر أنصار هذا المذهب على إحلال جميع الكلمات الأجنبية التي دخلت إلى العربية بنماذج وتعبيرات عربية فصحى.
إلا أنه في ظل التأثير المتزايد للحضارة الغربية، كان على الكتّاب والصحفيين العرب التعامل مع حشد من المفاهيم والأفكار الجديدة التي كانت غريبة على طريقة حياة العرب فيما سبق. ونظرا لسيادة الاستخدام الفعلي لهذه المفاهيم والأفكار الجديدة، لم يستطع أنصار المذهب الكلاسيكي الوقوف أمام هذا الحشد الكبير من المواد اللغوية الجديدة التي يجب ضمها إلى اللغة لكي تجعل منها معاصرة للتقدم الحادث في المعرفة العالمية. ويمكن رؤية نتيجة ذلك في ميل معظم الكتّاب، خصوصا في مجال العلوم والتكنولوجيا، لاعتماد الحديث بالكلمات الأجنبية المأخوذة من اللغات الأجنبية.
وهكذا ظهر فريق آخر اتخذ مما يلصقه بالفصحى من جمود وقعود عن مواكبة التطور وصعوبة فهمها وتعلمها من الأجيال الجديدة وسيلة لتبرير معتقداته السياسية والدينية الداعية إلى الاقتباس بداعٍ وبدون من اللغات الأجنبية وإدخال الألفاظ الجديدة حسب نطقها بلغتها الأصلية.


الفصل الثالث
الخلاصة
أ‌-      خلاصة البحث
أن لفظ معجم يعد اسم مفعول من الفعل أعجم ويحتمل من ناحية أخرى أن يكون مصدرا ميميا من نفس الفعل، ويكون معنه الإعجام أو إزالة العجمة والغموض
بدأت صناعة المعجم منذ عهد سحيق على يد الهنود. واليونيين والمصريين القدماء والصنيين، ثم نمت في العصر الوسيط على أيدي العرب. ومنهم استفاد العبرانيون وغيرهم. وقد ابثقت فكرة المعجم الشامل في أذهان الغويين العرب منذ وقت مبكر لا يتجاوز منتصف القرن الثاني الهجرية حينما ألف الخليل بن أحمد (100-175ه) معجمه الشهير (العين) بطريقة إحصائية قامت على الجملة من الأسس.
يأخذ كل من علم الصرف وبنية الجملة للغة العربية المكتوبة شكلا واحد تقريبا في جميع البلدان العربية. وتقتصر الاختلافات في الكلمات بشكل أساسي على نطاق الكلمات المتخصصة. وهكذا تستمر اللغة المكتوبة – كما كان الحال خلال القرون الماضية – في تأكيد الوحدة اللغوية للعالم العربي. وتوفر اللغة المكتوبة وسيطا للتخاطب داخل المنطقة الجغرافية المتسعة، ولكن تتفوق عليها اللهجات المحلية المتعددة والمتنوعة.

المصادر والمراجع

أحمد مختار عمر، 1988، علم الدلالة (الرياض : مكتبة دار الأمن)، ط. 2
أحمد مختار عمر، 2003، البحث اللغوي عند العرب (القاهرة : عالم الكتب)، ط. 8
أحمد مختار عمر، صناعة المعجم الحديث
مجمع اللغة العربية،  2004، معجم الوسيط، (مصر: الإدارة العامة للمعجمات وإحياء التراث).
محمد حريص زبيد الله، 2012، الإعلال في سورة طه، ط. 1.
Arabic Lexicografy

 


[1] محمد حريص زبيد الله، الإعلال في سورة طه (2012)، ط. 1، ص. 1
[2]  مجمع اللغة العربية، معجم الوسيط، (مصر: الإدارة العامة للمعجمات وإحياء التراث، 2004)، 21
[3]السابق ص 21
[4] (أنظر كتابنا : البحث اللغوي عند الهنود ص. 93-98)
[5] (أنظر كتابنا : البحث اللغوي عند العرب ص. 63-65)
[6] يقول فيشر : إذا استثنينا الصين لايوجد شعب آخر يحق له الفخار بوفرة كتب علوم لقته وبشعوره المبكر بحجاته إلى تنسيق مفرداتها بحسب أصول وقواعد غير العرب. وكما يصدق هذا على الدرلسات الصوتية يصدق على صناعة المعجم التي يرجع أقدم ما عرف منها عنهم إلى الفترة ما بين 200 ق مٍ وميلاد المسيح. وتنوعت معاجمهم فشملت ما يمكن أن يسمى معاجم للموضوعات، ومعاجم للألفاظ مرتبة ترتيبا صوتيا.
[7] لم تزدهر الدراسة اللغوية العبرية إلا بعد الإسلام، ولم تظهر معجم عبرية بالمعنى الدقيق إلا منذ تارخ اللغة العبرية،.
[8] أشهرها وأشملها :المخصص لابن سعيده
[9] من عمل مجمع اللغة العربية بالقاهرة
[10] من عمل المنظمة العربية للتربية والثقافية والعلوم
[11]. Arabic Lexicografy, Hal 2
[12] . أحمد مختار عمر، البحث اللغوي عند العرب (القاهرة : عالم الكتب، 2003)، ط. 8، ص. 175
[13] . صناعة المعجم الحديث، ص. 36

0 comments:

Post a Comment